عمال مناجم الـ "cryptocurrency " يشغلون طائرة بوينج لجلب معدات التعدين
يبدو أن حالة الجنون التي سادت مؤخراً في عالم العملات الافتراضية "bitcoin " بلغت سقفاً غير مسبوق. فمع ارتفاع سعر صرف هذه العملات الهائل, و الإقبال المتزايد عليها, أدى ذلك إلى حدوث نقص عالمي رهيب في ما هو معروض فالسوق العالمي من بطاقات الرسومات المطروحة من AMD و Nvidia , بسبب الاعتماد الكلي في هذه الصناعة ( إن صح وصفها ) على البطاقات التي يتم انتاجها من هاتين الشركتين في استخراج هذا النوع من العملات.
و تعتبر بطاقات الرسومات هي العنصر الرئيسي في عملية التشفير و فك التشفير وحل معادلات رياضية بالغة التعقيد التي يجريها عامل المنجم , وفي حال اكتمال العملية بنجاح يتحصل عامل المنجم على عمولة تحسب بالعملات الافتراضية , يتم تحويلها لاحقاً بواسطة منصات تصريف معينة إلى أي ٍ من العملات العالمية سواء الدولار, اليورو أو غيرها من العملات المتداولة عالمياً.
لكن يبدو أن الأمور بدأت تتخذ منحى آخر, فمع ارتفاع حدة الطلب على بطاقات الرسومات, أدى ذلك الى نقص كبير في ما هو متوافر و مطروح في السوق العالمي سواء من المتاجر الاعتيادية , او حتى المتاجر الالكترونية الكبرى كأمازون, هذا الارتفاع الذي ساهم تلقائياً في ارتفاع أسعار بطاقات الرسومات عالمياً. لكن يبدو أن ارتفاع الأسعار و نقص المعروض في السوق العالمي لم يقف حائلاً أمام ازدياد الطلب على بطاقات الرسومات, بل ازداد الطلب من قبل عمال المناجم الذين أصبحوا يزاحمون هواة ألعاب الفيديو و المصممين و غيرهم من شريحة مستخدمي بطاقات الرسوم الرئيسيين لدرجة وصل بهم الحال كما يقول السيد ماكرو سترينج , الرئيس التنفيذي لشركة " Genesis mining " إحدى أكبر شركات التعدين عالمياً, لاستئجار طائرة من طراز بوينغ 747 خاصة لنقل بطاقات الرسوم مباشرة من المصانع الكبرى بدلاً من الاعتماد على المتاجر و الموزعين بسبب عدم قدرتهم على توفير الكميات المطلوبة من بطاقات التعدين.